Translate

الأربعاء، 26 مارس 2014

المذھب العلمي




العلوم الیوم مصنفة حسب المجال الذي تبحث فیه؛ لا توجد علوم عامة تبحث في كل شيء في الكون كما كان الحال في زمن أرسطو... إلا أن الحقول العلمیة كلھا تتفق في عملھا على أسس بحثیة واحدة تجتمع في ما یمكننا تسمیته بالمذھب العلمي الذي یسمح لنا بالتوصل الى معرفة ما یمكن تصنیفه كعلم حقیقي أم لا... لنتمكن من القول أن معلومة ما ھي حقیقة علمیة، یجب علینا المرور في عدة خطوات تؤكد لنا، خطوة بعد الأخرى، أنھا صحیحة و من غیر الممكن رفضھا.

المراقبة أو المشاھدة أو الملاحظة... و ھي الخطوة الأولى ،عند الكشف عن معضلة تجریبیة، یتم تنظیم عملیة مراقبة مباشرة (كرصد القبة السماویة) أو عملیة اختبار معملیة (كإطلاق كرات برونزیة على سطح مائل)... المراقبة قد تتم باستخدام الحواس البشریة أو عن طریق أدوات قیاس كالتلسكوب و المیكروسكوب أو ما یسمى بعدادات Geiger ( التي ترصد الإشعاعات)... یجب معرفة أن المراقبة تنشأ عن نظریة أو معضلة معینة تم اكتشافھا فیما یخص ظاھرة معینة.


القیاس و في العدید من الحالات ینتج عنھا الكثیر من المفاجآت... من الأمثلة على ذلك نجد آرنو بینزیاس Arno Penzias و روبرت ویلسون Rober Wilson اللذان حصلا على جائزة نوبل في الفیزیاء للعام 1978 لإكتشافھما اشعاعات المیكروویف الخلفیة التي كان مصدرھا الإنفجار العظیم... جاء ھذا الإكتشاف بالصدفة؛ فقد كان كل ما یرغبان في دراسته ھو سوبرنوفا. 

حتى تكون التجربة العلمیة (أو نتائج الإختبار) مقبولة، یجب أن تكون قابلة للإعادة بنفس الظروف و أن توصل الى نفس النتائج.



الإستنتاج و یمكن تفسیره بأنه العملیة المنطقیة التي توصل الى قاعدة علمیة عامة بالإعتماد على بیانات محددة... فمثلا عندما رأى جالیلیو أن أجسام بأحجام مختلفة تسقط من برج بیزا باتجاه الأرض وتصل بنفس اللحظة، استنتج أن تسارع الجاذبیة ھو واحد بغض النظر عن وزن الجسم الساقط.

تشارلز داروین أیضاً استنتج الكثیر من القوانین الخاصة بنظریة النشوء و التطور دون الحاجة الى رؤیة أثرھا و أسلوب عملھا في كل الكائنات الحیة و المنقرضة.



إنشاء النموذج العام إنطلاقاً من الحقائق العلمیة المستقاة من أسالیب مختلفة، یجب وضع إطار عام یتضمن القوانین و الأسس التي تعمل بحسبھا كل الأمور التي تدخل في ذلك المجال... كل نظریة علمیة جیدة یجب أن تسمح بالوصول الى فھم ریاضي- فیزیائي خاص بظواھر متعددة... أفضل الأمثلة على ھذه الخطوة ھو نظریة النسبیة لآینشتین.



التحقق وھي الخطوة الأخیرة حیث یجب التحقق من صحة النظریة بشكل تجریبي لأن العلوم لا تقبل أیة نظریة دون دلیل ، لا یمكننا " Karl Popper یقول فیلسوف العلوم كارل بوبر أبداً أن نكون متأكدین من صحة نظریة علمیة معینة...على الأكثر یمكننا التأكد من عدم صحتھا؛ حیث تكفي تجربة واحدة تثبت خطأھا".

إذا توصلت تجربة معینة الى إثبات عدم صحة النظریة، یجب علینا التخلي عن تلك النظریة و البدء في الخطوات من البدایة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق